جاسم: سقطت في مجاري المعادي وطلعت في العين السخنة!!!!!




جاسم محمد ٣١ عاما، شابٌ لم يكن حلمه امتلاك فيلا أو سيارة آخر موديل، بل كل مايريده الاستقرار في عمل شريف، فهو متزوج ولديه فتاة صغيرة عمرها أربع سنوات ويعول شقيقاته الأربع، بعدأن تولى تربيتهم والإنفاق عليهم منذ وفاة والديه، همه الوحيد الرزق الحلال فقط، ولا شيء غيره، ومنذ شهر استطاع الحصول على عمل بإحدى الشركات، ظن أن حلمه قد تحقق، لكن وقع له حادث مفجع وغريب في نفس الوقت، وإرادة الله ساعدته لينجو منه بأعجوبة!
ماذا حدث لجاسم وهو مع صديقه"ح" فوق الموتوسيكل، ولماذا أنكر الصديق أنه رآه في هذا اليوم ثم عاد واعترف؟!
أخبار الحوادث التقت جاسم العائد من الموت وأسرته وكان هذا التحقيق

 

معظم من سمعوا بالحادث، ظنوا انهم يرون فيلمًا خيالياً، لكنه وقع فعلا، جاسم سقط في بالوعة، وظل تحت الأرض لمدة خمسة أيام، تجرفه مياه المجاري بدون طعام أو مياه، حتى خرج الى النور وبه إصابات بالغة، ، تفاصيل الواقعة المثيرة والغريبة يرويها "جاسم" عبر السطور التالية.
ماشفتهوش!
فى أحد الأيام أنهى جاسم عمله توجه الى صديق له يدعى"ح" وطلب منه ان يذهب معه لقضاء بعض الاحتياجات اللازمة لعمله، واستقل الإثنان الدراجة البخارية التي يمتلكها صديقه، وفي الطريق وتحديدا عند محطة بنزين الوطنية والتي تقع على بعد عدة أمتار من كارفور المعادي وقع الحادث حيث كان على "ح" ان يتفادى المقطورة التى خلفه بالدخول في الرمال وفعل ذلك لكنه سقط بالدراجة وطار جاسم في الهواء ليسقط في بالوعة مفتوحة، ووصلت سيارة الإسعاف الى مكان الحادث وتلقى " ح " الإسعافات الأولية وعاد الي منزله دون ان يبلغ أن صديقه سقط في البالوعة ليبحثوا عنه، وعلى الجانب الآخر كانت أسرة جاسم تبحث عنه في كل مكان بعد ان تأخر عن ميعاد وصوله، وبدأوا رحلة البحث عنه في كل مكان وكانت المفاجأة انهم لايعرفون صديقه " ح "، وبدأوا يسألون عنه أصدقاءه حتى أرشدهم أحدهم إنه كان بصحبة "ح" لقضاء بعض احتياجات العمل، وكان المثير في اﻷمر عندما ذهب أمين ابن خالة جاسم لـ "ح " أنكر إنه رآه يوم اختفائه ،ثم بدأ يغير من حديثه بعد مواجهته بأحد اصدقائهما، وقال انه رآه ثم تركه قبل الحادث، ومن ناحيتها، لم تجد أسرة جاسم أمامها سوى إبلاغ الشرطة، لمعرفة مصير ابنهم، واتهمت "ح" بالتسبب في اختفائه وأخذوا يسألونه وفي النهاية لم يصلوا لشيء لينتهي الأمر بتحرير محضر فقد لجاسم .
الأيام تمر يوم وراء الآخر حتى فوجئت أسرة جاسم باتصال من أحد جيرانهم يخبرهم بالعثور على جاسم في أول طريق العين السخنة في حالة يرثى لها وعلى الفور تم استدعاء الإسعاف وجاءت أسرة جاسم ليجدوه بملابسه الداخلية فقط، وتم توثيق كتفه بيده عبر حزام جلد، وعندما سألوا عن ماحدث أخبرهم عمال شركة المياه، إنهم سمعوا أصوات في المواسير وعندما اقتربوا وجدوا جاسم يحاول الخروج منها وقاموا بجذبه منها
وعرفهم بالكاد على اسمه وهاتفهم المحمول، تم نقل جاسم الى مستشفى القاهرة الجديدة وظل ﻷيام في غرفة الرعاية المركزة يتلقى العلاج حتى تمت إفاقته، وبدأ يستجيب للعلاج .

 

عمل ليه كده؟!
انتقلت "أخبار الحوادث" الى مستشفى القاهرة الجديدة لنستمع إلى جاسم وهو يروي ماحدث لحظة بلحظة، تحدث بصوت خافت، كنا نسمعه بالكاد: انا مش عارف هو ليه عمل معايا كده؟! كان ممكن ينقذني من أول يوم، أنا لما وقعت فى البلاعة سمعت صوت سيارة اﻹسعاف وناديت عليهم عشان ينقذوني لكن ماحدش سمعني !
سألناه : ايه اللى حصل لك ياجاسم ؟
انا كنت مع صاحبي وركبنا الموتسيكل بتاعه وبعدين هو كان ماشي بسرعة، وانا كنت بقوله هديء السرعة لكنه ماكانش بيسمع كلامي، فجأة جاءت وراءنا مقطورة وعشان يتفاداها " ح" دخلنا في الرمل وفي تلك اللحظة فوجئت بنفسي أطير فى الهواء ثم أسقط في بلاعة مفتوحة
اصطدمت بالأرض بقوة وشعرت بألم شديد في كتفي لأنه حدث به كسر، بعد حوالي نصف ساعة سمعت صوت سيارة الاسعاف وظللت انادي عليهم، لكنهم لم يسمعونني، حاولت الاتصال بهم عبر هاتفي المحمول لكنه انكسر اثناء وقوعي، الوقت يمر والأصوات حولي تقل حتى صمتت الدنيا من حولي
عرفت انهم مشيوا من مكان الحادث، حاولت إصلاح الموبايل لكننى معرفتش ، لكن الحاجه الوحيدة اللي كانت شغاله فى المحمول هي الكشاف والعجيب إنه ظل يعمل معي لمدة طويلة، بعدها بدأت معاناتي والتي لم تكن في الاكل والمياه بقدر ماكانت في الظلام والمياه التى تدفعني في المجاري والروائح الكريهة التى حاولت تحملها بقدر المستطاع، ويواصل جاسم، كانت المياه بدأ تدفعني وقتها فكرت في الحزام الذي ربطت به كتفي وقمت بربطه في المواسير وفي يدي حتى لا تجرفني المياه وكنت أحاول الزحف وخلعت بنطلوني وملابسي حتى أصبح خفيف وظللت اسير وكلما كنت اشعر بالعطش كنت ابلل لساني فقط من مياه المجاري وأبل ريقي، حاولت الشرب لكن المياه كان طعمها وحش قوي، ومشيت على المواسير وكلما كنت أجد نور بسيط أعرف ان تلك فتحات للأرض أرفع رأسي لها وآخد نفسي وانزل تاني

صراع الأشباح!
سألناه شوفت ايه تحت ياجاسم ؟
أجاب: الدنيا تحت كانت " ضلمة " قوي، احيانا كنت بشوف ناس بتدفعنى وأصوات غريبة، لكن قبل ما اطلع بعد اليوم ده شوفت ابويا وامي المتوفيين وابويا قالي انت هاتطلع ياجاسم وهاتخرج من هنا، انتم عارفين انا شعري ابيض من الرعب، انا مش هانسى اليوم ده ابدا
بعدها بدأ جاسم يشعر بالتعب وطلبت منا الممرضة الخروج من الغرفة
تحدثنا مع الطبيب المعالج لجاسم لنعرف منه حالته والذي أكد لنا ان جاسم مصاب بكسر بالكتف اليمين وجروح متعدده في الجسم نتيجة المياه الملوثة والتي ظل بها لمدة خمسة ايام، وكذلك اصيب بالتهاب رئوي نتيجة الهواء الملوث واشتباه بإصابته بإنزلاق غضروفي،وأضاف انه عندما جاء للمستشفى كان مصابا بجفاف شديد وقصور في وظائف الكلى وكذلك سوء تغذية وقمنا بتعليق محاليل له وعالجنا نسبة الجفاف وسوء التغذية لكنه يحتاج نقله الى مستشفى امكانياتها أكبر وبها متخصصون فى العظام
 

أنقذوا جاسم
سألنا الطبيب عن ان جاسم يقول دائما في حديثه كلمة اليوم ده ولا يتذكر انهم خمسة ايام لماذا يقول ذلك ؟ رد الطبيب المعالج انه فقد الزمن لأنه ظل خلال خمسة ايام في ظلام لايعرف متي يأتي الصباح من الليل
وتحدثنا مع أمين ابنة خالة جاسم والذي أكد لنا انهم لايعرفون لماذا لم يرشدهم صديقه إليه؟! وانه لو كان ارشدهم كانوا أنقذوه منذ اليوم الأول وانهم حرروا محضرا برقم ٢٣٩٧ قسم القاهرة ثالث، اتهمته فيه زوجة جاسم بالشروع في قتله، وان النيابة أخلت سبيل " ح " حتى تسمح حالة جاسم بسؤاله وانهم سيأتون لسؤاله خلال ايام، وأكد امين ان امكانيات المستشفى محدودة ونحن نريد إنقاذ حياته ونفقات العلاج عالية بالنسبة لإمكانياتنا وهو غير مؤمن عليه في عمله لأنه يعمل بتلك الشركة منذ شهر واحد فقط؟، ونحن كلمنا مكتب وزير الصحة ووعدنا بنقله الى مستشفى العجوزة عندما تستقر حالته، ونكررمناشدة وزير الصحة لنقل جاسم بسيارة إسعاف مجهزة الى مستشفى بها امكانيات تستطيع معالجته على نفقة الدولة، فنحن هنا نشتري كل شيء على حسابنا حتى حبوب الصداع ونحن إمكانياتنا المادية لاتسمح بتحمل كافة نفقات العلاج لأنه يحتاج عملية في كتفه وكذلك معالجته من كافة الأمراض التى أصيب بها نتيجة سقوطه في المجاري.

 نقلا عن أخبار الحوادث 

دمتم فى امان الله 

شكرا لك ولمرورك